يا نفسُ

تقلبي.. يا نفس ..و زيدي تقلبا..
وأطلقي... عنان الجنون.. حبي.. و غرقي في الحب... أكرهي.. أسبحي... أشربي... أغطسي...
تعمقي.. و زيدي تعمقا..وإن شئتي فأغرقي.. ولا تغرقي في بحرا وحدا.. بل في كل ألابحر..وليس في الصيف وحده..بل في الشتاء ..و ما بينهما... ولا ترحمي...
والسهري الليل ..وأتبعيه بنهار..
وأفعلي ما شئتي.. وتمتعي...تلذذي
...ولكن يا نفس هل هذه متعتك؟
هل هذه راحتك؟ متعتك في العذاب.. وراحتك.. في الشقاء؟...
فقالت:هذا ماجبلتُ عليه...
حيرتني... أتعبتني... يانفس قوتك قوتي.. وضعفك ضعفي .. لا بل..
قوتك ضعفي... وضعفك قوتي..
أذهبي.. يئستُ منك.. ومن قوتك.. ومن ضعفي.. أذهبي... أغربي..
ولكن..نادمةً..لي لا ترجعي..مثقلة
الكاهل... لي لا ترجعي...ففي كل
مرة..و يا كثرت المَرات...و يا كترت المٌرات... ترجعي نادمة.. ودموع التوبة بغزارة.. في عينيك...فأخذك
..بعد التئنيب.. وأعلان التوبة...علي صدري.. وبين ذراعيا.. وأطبطب
بحنية... وعليك.. وعليا... أهونُ..
وبعدها بلحظات... تغافليني... وتشتاقين للآهات... والملذات... وتعدين نفس الكرات.. وتغريني وتمنيني.. و توعديني... ومع علمي القين.. أنك تخدعني..إلا أنك قادرة
..على أن تسحبني..تجريني..للخطأ وتزينه صوابا.. لنار... وتسحري
عيوني... بحيث أرى ألسنة اللهب.. فاكهة ...و قطافها حان...وتقولي:
أدخل جنتي.. تجني..جنون..الجنون
..الجنون... وتقولي:هذا دليلي هذا عقلي..تقولين:هذه براءة..وعندما تنقشع الغشاوة.. من على بصري
..وبصيرتي.. أجدها قمة الحقارة...
فما عد أدري والله... ماذا أفعل.. معك.. و معي.. هل أتبراء منك ؟
وهل أنت تتبرائين ...أم تقولي: شريكي في ألامر؟..
أعترف.. أنك كثيرا غلبتني... وقليلا.. قليلا... غلبتكٍ..
فيا نفس.. ألا تعلمين بإن الموت
نهايتك... وعلى أعمالك تتوقف
بدايتك... ألا تعلمين..أنك في تجربة في أمتحانا... في أياما تتوالى لكي تفنيك... والليل والنهار... يتعاقبان
لطردك... ألا تعلمين..أنك من ترابا خلقتي.. وإليه ترجعين..
أين هو ...أين هي.. هما.. هؤلاء...
أولئك.. وبعد حين..أين أنت..أين أنا!
..أنك كل هذا تعلمين..علم اليقين..
ولكن.. النسيان..و تناسيك..يطمئنك
..أنك تعلمين.. لكن الغرور يقتلك...
وأنت بدورك لاتنفكي.. تطمئنيني..
وتقتلني..أنا وأنت يانفس خلقنا معا
ونموت معا.. خلقنا في مركبا واحد
وهذا المركب جسدي... وخلقنا
في هذه الدنيا.. أي البحر الذي يجري فوقه مركبنا... وأمواجه
ألايام ...وما تحمله...ويقذف مركبنا من موجة.. لأخرى..
فتعالي.. يا نفس نتحدوا... حتي لا تتلاطمنا الأمواج.. و تخرق مركبنا..
ونصل أنا وأنت يانفس..لبر ألامان..
بأذن خلقنا.. ولا مفر لما قدر لنا...
ولا مفر لي ولك.. لا مفر لنا... ألا
إليه(سبحانه) فهو ربك ..خالقلكٍ...
إن شاء عذبك... وإن شاء
غفر لك.. يا نفس.(إدغام)

أخي القناص..شكرا يا ذوووووووووق
اسعدني مرورك جدا جدا..واسعدني اكثر وضع توقيعك عاوراقي
ودي و تحياتي