أوراقٌ تغيّر لونها

أوراقٌ تغيّر لونها



تمضي بنا الأيام وتتبدل الفصول

فبعد الصيف يأتي الخريف

وبعد الشتاء يأتي الربيع

ومع تغيّر الظروف المناخية يتغيّر لون الأوراق



فنجد الأوراق ذابلة في الشتاء


ونجدها صفراء في الخريف

ونجدها تزدهر في الربيع

ونجدها تنمو في الصيف

وكذلك هو حال أوراق عمرنا

فبعد أن

ننمو في صغرنا


ونزدهر في شبابنا


نذبل في خريف عمرنا


ولكن هناك أوراق لايجب أن تتغيّر ألوانها

على مر السنين


وهي أوراق أخلاقنا وقيمنا

لأنه لو حدث تغيّر في لون

الأخلاق والقيم لإنهارت المجتمعات

لذا تخيلت نفسي أتجول في مكتبة العمر

وأمسكت بكتاب إسمه . .

كتاب الأخلاق . .

وعندما فتحته للأسف

وجدت أنه قد عفى عليه الزمن

و تغيّر لون أوراقه

فأخذت أتصفحه ورقة بعد الأخرى


فوجدت ورقة الإيثار وقد تغيّر لونها

فلا وجود لشخص يؤثر الآخرين

إلا إذا كان له مصلحة معهم

ويعلم أنه سيحصل من وراء علاقته بهم

على منافع أكثر مما بذلها أو سيبذلها لهم

طويت هذه الصفحة

وذهبت إلى الصفحة التالية

فوجدت ورقة الحياء وقد تغيّر لونها

مما أدى إلى وجود العديد من

الفتيات الكاسيات العاريات فى مجتمعاتنا

وشباب ليس لديه مروءة او نخوة

يعاكس فى تلك الفتيات

أو تجده يتمايل بميوعة كالفتيات

فطويت هذه الصفحة . .

ثم ذهبت إلى الصفحة التالية

فوجدت ورقة الحب والوفاء وقد تغيّر لونها

فلا نجد الأن الحب في الله

أو البذل والعطاء بدون مقابل

بل كل ما سنجده هو المنفعة والإستغلال

فطويت هذه الصفحة . .

ثم إنتقلت إلى الصفحة التالية


فوجدت ورقة الاخلاص في العمل وقد تغيّر لونها

فخسرنا إزدهار أمتنا

وتقهقرنا إلى عصور التخلف والضياع

ثم قررت أن تكون تلك آخر صفحة أتصفحها



فوجدت ورقة الإسلام في قلوبنا وقد تغيّر لونها

فأصبحنا لا نقيم حدود الله

ولا ننتهى عند ناهيه

وأصبحنا أمة ذليلة

زالت هيبتها من قلوب أعدائها

وعند هذا الحد إكتفيت . .

فقد أصابني الإحباط

وقررت أن أغلق هذا الكتاب


الذي تغيّرت ألوان أوراقه

وقررت أن أبدأ في بداية الدعوة

لإستعادة رونق هذه الأوراق التي إندثرت

وتغيّرت ألوان أوراقها

ونختار أوراق جديدة نكتب عليها

وأنا واثقة أنها

لن تتغيّر ألوانها

في هذه المرة

فعسى كلمة صدق تتسبب في إيقاظ أمة

وعسى خلق حميد نعود إلى تطبيقه يُعليَّ همة

فلا تنسوا ذكر الله

والصلاة لله وعلى الرسول
صلى الله عليه وسلم

أتمنى أن يعجبكم الموضوع كما أعجبني فنقلته لكم .

لا إله إلا الله

فعلا موضوع ولا أروع
فدائما ذوقكِ رفيع وحساس ولا عدمناه
فجزاكِ الله ألف خير وجعله في ميزان حسناتك
لكـِ ورقة ود لن تتغير لونها
تحياتي مع الشكر